تدور الحكاية حول عصفورة تترك سربها خلال رحلة الهجرة إلى المناطق الدافئة. بعد أن تتعب وتستريح في قرية، تجد نفسها وحيدة، لكنها تتأقلم مع الحياة هناك وتكون صداقات جديدة مع الطيور المحلية. رغم رغبتها في الاستقرار، تظل تتوق للعودة إلى رفاقها. وفي نهاية القصة، تلتقي بأصدقائها القدامى مجددًا، مما يجدد الأمل في قلوبهم.
الحكاية: مذكرات عصفورة
مُذَكِّراتُ عُصْفُورَة
حَلَّ الْخَريف، وَآنَ أَوانُ رِحْلَتِنا الْفَصْلِيَّةِ نَحْوَ الْمَناطق الدَّافِئَةِ، حَتَّى نُبْقِي عَلى حَيَاتِنَا بَعِيداً عَنْ خَطَرٍ الْجُوعِ وَالْبَرْدِ.
وذات صَبَاحٍ، أَقْلَعَ سِرْبُنا الْمُكَوِّنُ مِنْ مِنَاتِ الطُّيُورِ وَمَا هِيَ إلا أَيَّامٌ مِنْ الطَّبَرَانِ، حَتَّى شَعَرَتْ بِالتَّعَبِ، فَاسْتَأْذَنْتُ قَائِدَ السِّرِب لِتَمْضِيَةِ بَعْضٍ الْوَقْتِ فِي الْقَرْيَةِ الَّتِي نَمُرُّ فَوْقَها.
وخلال استراحتي تِلْكَ غَلَبَنِي التَّعَبُ والنعاس، فَرُحْتُ فِي سُبَاتٍ عميق. وَحِينَ اسْتَيْقَظْتُ، فُوجِئْتُ أَنْ سرب رفاقي قد ابتعد كثي را.
وأدركت حينها أنَّ الأوان قد فات للحاقِ بِهِمْ، وَلَمْ يَكُنْ أمامي إلا أن أقصد الأشجار الْمُنْتَشِرَةَ حَولي، حَتَّى أَسُدَّ بثمارها جوعي الشديد، أما الأصدقاء، فلا حيلة لي إلا انْتِظَارَ مَوْسِمَ عَوْدَتِهِمْ بَعْدَ شُهُورٍ
وخلال إقامتي في تِلْكَ الْقَرية الدَافِئَةِ، كونت صداقاتٍ مَعَ طيور جَدِيدَةٍ، فَغَمَرَتْنِي بَعْضُ الطَّمَأْنِينَةِ.
كَما تَشارَكْتُ الْحبوب وفتات الْخُبْزِ مَعَ مَجْمُوعَةٍ مِنْ الطيور الأليفة، مثل الدجاج والْبَطِ، حَيْثُ اسْتَقْبَلُونِي بحفاوة، وقدموا لي كُلَّ ما أحتاجه. وَكَثيراً ما فَكَّرتُ في الاستقرار نهائياً في هَذِهِ الْقَريةِ، بَعْدَ أَنْ صرت فرداً مِنْ طيورها. لكن نِداء الوطن كان أقوى، وطالما رفعت رأسي إلى السَّماءِ مُتَمَنِّيةً ظُهور سِرْبِ رفاقي مِنْ جَدِيدٍ.
وَذاتَ مَساءٍ رَبِيعِي، وَبَيْنَمَا نَحْنُ نَتَبادَلُ التَّغَارِيدَ بَيْنَ الْأَغْصَانِ، إِذا بي أَسْمَعُ جَلَبَةً قَوِيَّةً في أعالي السَّماء.
أخيراً، ها أنا ذي أعانق أصْدِقائي الْقُدامى مِنْ جَدِيدٍ.
شكرت طيور الْقَرية على كرم ضيافتِهِمْ وبَعْدَ أَنْ عَرَفْتُهُمْ عَلَى أصدقائي، ودعْتُهُمْ مُتَمَنِّيَةً لَهُمْ حَيَاةً مِلْؤُهَا السَّعادَةُ وَالْأَمَانُ.
وَقَدْ اتَّفَقْنَا أَنْ يَتَجَدَّدَ لِقَاؤُنا في مَوْسِمِ الْهِجْرَةِ الْقَادِمِ، خِلَالَ رحلَتِنا الْمُقْبِلَةِ نَحْوَ الْجَنوبِ.
تحليل عناصر الحكاية .
1. الشخصيات .
- الطائر الراوي . بطل القصة الذي يمثل الفرد الباحث عن الأمان، يواجه التحديات ويتكيف مع الظروف الجديدة.
- سرب الطيور . رمز للمجتمع والأصدقاء القدامى، يمثلون الأمان الجماعي والانتماء.
- طيور القرية . الدجاج . البط : شخصيات مساعدة تعكس الكرم والتضامن، ترمز إلى قبول الآخر وتقديم الدعم في الأزمات.
2. المكان .
- المناطق الدافئة: الهدف الرئيسي للهجرة، ترمز إلى البقاء والاستمرارية.
- القرية الدافئة: مكان مؤقت للجوء، تمثل الملاذ الآمن والفرص الجديدة.
- الأشجار المحيطة بالقرية: مصدر للغذاء والأمان، ترمز إلى الموارد الطبيعية التي تساعد على النجاة.
3. الزمان .
- الخريف: بداية الرحلة، رمز للتغيير والتحديات.
- شهور الانتظار: مرحلة انتقالية تعكس الصبر والنمو الشخصي.
- الربيع: نهاية القصة، يرمز إلى التجدد والعودة إلى الجذور.
4. الأحداث الرئيسية .
1. الهجرة الفصلية: قرار جماعي للنجاة من البرد والجوع.
2. التعب والانفصال: نقطة التحول التي تدفع البطل لاكتشاف عالم جديد.
3. التكيف مع القرية: بناء علاقات جديدة وتعلم التعايش مع المختلفين.
4. الصراع الداخلي: التردد بين الاستقرار في البيئة الجديدة والحنين إلى الوطن.
5. العودة إلى السرب: تحقيق التوازن بين الولاء للذات والانتماء للمجتمع.
6. الوعد بلقاء مستقبلي: تأكيد على أن الوداع ليس نهاية، بل بداية لعلاقة مستمرة.
5. الحكمة / الرسالة:
- قيمة التكيف: القدرة على النجاح في البيئات الجديدة دون فقدان الهوية.
- قوة العلاقات الإنسانية: الصداقة سواء مع المعروفين أو الغرباء يمكن أن تكون مصدراً للأمان والسعادة.
- الانتماء والهوية: الحنين إلى الوطن لا يتناقض مع تقبل الثقافات الأخرى، بل يُثري التجربة الإنسانية.
- التعاون عبر الحدود: الاتفاق على لقاء مستقبلي يرمز إلى أن الانفصال الجغرافي لا يمنع استمرار الروابط.
رمزية إضافية :
- الهجرة ليست مجرد حركة مكانية، بل رحلة داخلية للبحث عن الذات.
- الطعام المُشارَك . الحبوب وفتات الخبز إشارة إلى أن الموارد المشتركة تبني المجتمعات.
-النداء الأخير للسرب: يعكس أن الانتماء الحقيقي لا يُفرض، بل ينبع من القلب.
خلاصة .
الحكاية تقدم فلسفة عميقة عن "الوطن المُتعدد"، حيث يُعاد تعريف الانتماء ليس كمكان جغرافي ثابت، بل كشبكة من العلاقات والقيم التي يمكن حملها أينما ذهبنا. الطائر لم يخسر وطنه الأصلي حين عاش في القرية، بل وسّع مفهوم الوطن ليشمل كل مكان يجد فيه الاحترام والأمان.
الفيديو
لا تنسى الانضمام الى الموقع للتوصل بالجديد
☆☆
ندعوكم الى تقديم آرائكم واقتراحاتكم من خلال صندوق التعليقات أسفله.كما يمكنكم تقاسم ونشر أعمالكم على الموقع ، وما على الراغبين في ذلك سوى مراسلتنا عبر البريد الإلكتروني التالي:
Mojmos3@gmail.com
لأي استفسار ما عليكم سوى مراسلتنا
☆☆
فى نهاية موضوعنا هذا وللاطلاع على الموضوعات القادمة
وحتى تتوصلوا بكل
جديد من موضوعات المدونة لاتنسوا التسجيل والانضمام للقائمة
البريدية للمدونة بادخال بريدكم الالكتروني عن طريق التسجيل
نسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه. لا تنسونا من خالص الدعاء.
مواضيع موقعنا متعددة ومتنوعة وتعنى بكل ما يخص التربية والتعليم من :
أخبار ومستجدات التربية والتعليم، موارد رقمية، جدادات لمختلف المستويات، دلائل، وثائق تربوية للاستاذ والتلميذ،ادارة تربوية،مواضيع تخص كل ما يتعلق بالتفتيش،مواضيع تخص كل ما يتعلق بالتعاقد، مواضيع تتعلق بالاختبارات المتعلقة بامتحانات الكفاءة المهنية لأسرة التربية والتعليم بجميع أسلاكها،دروس وملخصات للمتعلم والمتعلمة، فروض وامتحانات تعليمية لمختلف المستويات والاسلاك:ابتدائي؛اعدادي،ثانوي. مواضيع في علوم التربية، والبيذاغوجية، والديداكتيك.أنشطة وتطبيقات داعمة للمتعلم والمتعلمة والمزيد، المزيد من المواضيع...
إرسال تعليق
ضع تعليقا خاصا ولا تنسى الاعجاب والاشتراك ادا اعجبك الموضوع للتوصل بكل ما هو جديد فضلا وليس أمرا.شكرا جزيلا على تفاعلكم الطيب.