U3F1ZWV6ZTM2NTcxODYxMjE3MDQ3X0ZyZWUyMzA3MjY5MjQ1NjA0Mg==

مقالة شيقة بواسير تربوية

بواسير تربوية

نظرت في وجوه الأساتذة هذا اليوم فما رأيت غير ملامح مستعجلة وأنفاس مسترسلة وعيون متوهجة ونظرات شاخصة متوجسة تعوم على هواء السؤال الذي قض مضجعي ومضجع كل أستاذ يملك دامغا عاملاداخل جمجمته.لماذا يبدو الجميع مستعجلا؟اساتذة وإداريون ؟هذا هو السؤال الذي لم يكن احد يملك عنه جوابا.اما أنا فقد توفر لدي الحل المكين لهذا السلوك المشين ما دامت العجلة من الشيطان كما يقول الجميع .هذه العجلة التي اخدت السادة الأساتذة والاداريين على حين غرة ودون سابق تحذير او تحضير.هذه العجلة التي احتلت على الاجساد حركتها هي من نوع  تبليس لا غاز فيها الا الهواء.هذه العجلة والاستعجال تجد لها تفسيرا واحدا لا تشرك به تفسيرا اخر.دعوني حتى لا اطيل عليكم احكي لكم سر معرفتي بالسبب وراء كل هذا التوجس والتأهب في صفوف المنظومة التربوية.
نعود إليكم خير وسلام ،كنت سائرا الى حَتْفِي التربوي ابغي استنشاق رائحة التعليم في شقق الوزارة وفجأة داست قدمي جسما ألقى بهيكلي العظمي والشحمي على قارعة الطريق المقفو المظلم.تحسست موطأقدمي فألفيت فانوسا حديديا صلبا به ثقوب كثيرة ...انزعجت من وساخته ،فقمت بدعكه ببراءة أستاذ فاضلا انزع عنه الغبار والدرن ،فكأني لبست قناع علاء الدين اذ بالقانون ينفث لهيبها اصفرا كالوميض المنطلق الى
عنان السماء،فلما انقض اللهيب على العدم استحال جسما هلاميا به عينان جميلتان قاسيتان وشعر اسود طويل وصدر مكتنز وقوام جهنمي يبعث على الغثيان .كانت جنية فاتنة يتمناها كل الصرعى على الطريقة المغربية الأصيلة .وكان لجمالها الحق كل الحق في التلبس برداء اللهب بادئ تشكلها.وكما كان متوقعا أفلتت الفانوس من يدي وفغرت فمي وفتحت عيناي وتراجعت الى الخلف خوفا وجزعا...ثم بحثت عن صوتي في كل مكان لتجده قابعا في حنجرتك مختبئا تحت الأسلاك الصوتية .... نهرا صوتي بعصا مصنوعة من الجرأة رأمرته ان يخاطب الجنية الغاوية بصيغة السؤال :من تكونين؟ولماذا تتعرضين طريقي؟وماذا تبغين مني؟
جاءت عيناها اكثر وبدت بشعة بشكل لا يتناسب مع جمالها الصارخ.هذه الجنية تخفي وراءها قسوة لا قبل للجمال باخفئها.كان صوتها انشا وأنكروا على طبعة حيوان جميل يحبه الديموقراطيون في أمريكا .افزع صوتها ميزان تقييم الجمال في دماغي كما ازعج مضمون كلامها قلبي وعقلي ولواعجي.قال الجنية المخادعة:ويحك أيها الاستاذ الكسول ويحك وقد
أغرقونا في الذل والهوان.ويحك وقد اوصلت التعليم الى مداركه السفلى.وقضيت على آملا هذه الأمة في الرقي والازدهار.انتم أيها الأساتذة تجدون في انفسكم كل الجرأة والصفاقة للذهاب الى الابناك مطلع كل شهر لسحب رواتبكم
الغير مستحقة وأنتم لا تملكون رؤوس التلاميذ بالمعرفة التي نقدمها لكم في المقررات.انتم لا تعلمون أبناء هذا البلد شيئا،فتجدهمبرؤوس فارغة في أحسن الأحوال وبدون ادمغة في أسوئها .انتم لا تنتجون غير الفشل...وأنتم السبب في كل هذا الهدر لمدرسي الذي تعاني منه مدارسنا البهيجة الرائعة...وانتم...قاطعتها لأَنِّي لم أعد احتمل مزيدا من الترهات وتحليت بغير قليل من الشجاعة لاصرخ في وجهها بغضب شديد نيابة عن كلي "بني مسحتي "المبجلون:سيدتي الفاضلة ،كيف تسمحين لنفسك بإلقاء هذه لتهم جزافا؟انت مريضة بجنون العظمة ومثلك كمثل تلك النظرية الطوباوية التي لم ساطع احد تطبيقها فثارت وهاجت وادعت ان العيب ليس فيها بل في التطبيق.الستزيزتي المسؤولة الاولى عن هذه المهزلة؟الست ذلك المهندس الذي صمم المبنى وسهر على مقادير البناء ولما انهار البناء على رؤوس الجميع صعد فوق اقرب تلة واتُهم البنائين بالتقصير؟ مثلك عزيزتي كمثل ذلك الطباخ الفاشل الذي لا يطهو غير وجبات رديئة لا طعم لها وينتهي به الامر كل مرة الى توجيه اللوم الى الخناجر والحلل والتواب
سيدتي الفاضلة بضاعتك أكسدة فاسدة ولن ينفعك لبيعها كل البراحين والتجار حتى لوكانور عباقرة البيع والشراء ..مناهجك ومبرراتك وخطك فاشلة وليس لك الحق في إلقاء اللوم علينا نحن معشر الأساتذة ،لان ذلك الرجل المطروح أرضا خرج من خدمتكم مائلا مترنحا،وَيَا ليتنا كان لنا فقط جزء من عصا موسى لعلنا نصلح ما فسد اصله ومنبعه...بيد اننا لا نملك من عصا موسى حتى المقبض.سيدتي الفاضلة،أنا لا أنكر اننا قوم لا يعملون ،ولا انكراننا لاعبونوبناءون وحلل فاشلة.طبختكم رديئة ولكننا كطناجر وحلل لا نبذل جهدا يذكر لنحسن من جودة المذاق . خططكم فاشلة ولكننا بالمقابل لاعبون متقاعدون ولا يتدربون ولا يبدعون . تصاميمكم بلا دعائم او اساسات ولكننا بالمقابل بناءون غشاشون بدون اجتهاد ولا إتقان.
ولكن لا تنسي يا سيدتي اننا أبناء هذه المنظومة الفاشلة ولا تنسي ان التاريخ يعيد نفسه لان أشكال التخلف تعيد انتاج نفسها.اعترف سيدتي الفاضلة ان معظمنا يقطع مشواره الدراسي دون أن يقطع مع أشكال التخلف الحضاري السائدة.معظمنا ينجح كل سنة حتى يتم النصاب القانوني فيأخذ عليها ورقة تشهد على نجاحه الأكاديمي ولكنها لا تضمن له أية ميزة ثقافية لان مدارسنا لا تحارب الا الأمية الأبجدية ،،مدارسنا لا تنجح الا يد عَل الناس قادرين على الكتابة والقراءة واستيعاب بضع مقالات في بعض الجرائد الشعبوية وكدا جرائد الرصيف والأسفلت وغيرهما. اما ان نحصل على مجازين مثقفين يتوفرون على حد أدنى من الثقافة العالمة ،اما ان يكونخريجو جامعاتنا نخبة مفكرة، فهذا لازال ابعد من بعد الجنة عن ابليس
لن اسأل السادة الأساتذة عن عدد السطور التي فهموها ،بل ساساتهم ،كم كتابا حملوا بين أيديهم ولو لمجرد قتل ذبابة متطفلة على نومهم وخطوتها الراكدة؟كم واحدا منا يواظب على قراءة الجرائد بشكل يومي؟متى كان اخر مقال قرأه كل واحد من السادة الأساتذة؟
دعيني سيدتي الفاضلة أمارس حقي في الاستحياء من نفسي ومن حال زملائي على الدرك الأسفل من الأمية المعرفية الذي وصلنا اليه.ودعيني اعترف أنهالا نستطيع ان نعطي اي شيء لأننا فاقدون لكل شيء وعليه فنحن نتحمّل جزءا من المسؤولية في هذا الانحطاط ،نحن لا نبدع لعلنا نخفف من كوارث كل المهندسين والبنائية والطباخين والمدربين
وفي المقابل انت عزيزتي هي المسؤولة عن كل هذه الرداءة التي نحن فيها لان خططك لا تبغي إصلاح اعوجاج خلايانا الرمادية .عليك ان تلتفتي الى معالجة اوضاعنا المادية ثم السهر على تكويننا المستمر وعلى إجبارنا انتاج أفكار جديدة ،ثم عليك وضع مكبرات الصوت امام أصواتنا المبرومة وحناجر بَعضُنَا التي تصدح بالحق .اعلم ان آذانكم صماء وأياديه ممدودة برسائل لتنبيه والتوبيخ وحتى الإقالة ولكني أقول هذا الكلام رميا للحمل عن الكاهل ليس الا.....ة
فجأة رمت الجنية الي بمظروف سمين ثم اختفت داخل الفانوس دون ان تنطق الي بكلمة ...ة
فتحت المظروف وتناولت المطبوع وقرأت:الخطة الاستعجالية
١-يتم اعتماد الطواقم  التربوية اعتمادا على التعاقد مع الجهة ويترك مصير الأساتذة في توقيع عقود التشغيل مع الأميين والزبونيين والمحسوبين من المسيرين الجامعيين لما فيه من تقدم وازدهار
٢-لم أكن في حاجة لإكمال القراءة فقد ايقنت ان الجنية الفاتنة الغاوية لم تكن تسمع كلامي ولم تكن تعره بالا ...هاهي خطتها تطرح أمانيها الغبية وتضع مصير الأساتذة بيد الدهماء والغوغاء الثقافية وتميل مؤسساتنا الى مجرد مقاولات خاصة تفعل ما تشاء في هذا الجسد المتخلف المريض...اكملت طريقي وانا اهمهم الخطة الاستعجالية ...مساكين هؤلاء الأساتذة ...وفجأة اصطدمت بسلة قمامة فنظرت الى المظروف و....ة


تعديل المشاركة
author-img

تربية وتعليم

موقع تربوي يهتم بالشأن التربوي والتعليمي موجه للجميع اساتذة،طلبة،متعلمين ومتعلمات وجميع المهتمين بالعمل التربوي والتعليمي ينشر كل ما له صلة بموضوع اهتمامه (التربية والتكوين) اخبار مواضيع مستجدات في التربيةوالتكوين والتعليم والبيذاغوجيا والديداكتيك وعلوم التربية
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

ضع تعليقا خاصا ولا تنسى الاعجاب والاشتراك ادا اعجبك الموضوع للتوصل بكل ما هو جديد.شكرا.

الاسمبريد إلكترونيرسالة